منتــ(love for ever)ـــديات



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتــ(love for ever)ـــديات

منتــ(love for ever)ـــديات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    اعتـــــــــــــــذار

    light dreams
    light dreams
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 15/08/2009
    العمر : 39

    اعتـــــــــــــــذار Empty اعتـــــــــــــــذار

    مُساهمة من طرف light dreams الإثنين أغسطس 17, 2009 3:28 am

    * اعتــــــــــــــــــذار *



    كنت ذاهبا يوما لأستلم خطاب التأمين
    الصحي لابنتي من مدرستها وعند صعودي للمترو
    تلفت حولي لأجد مقعدا بجوار الشرفة , بسبب حرارة
    الجو. وجاءت جلستي أمام أسرة مكونة من : جد , وأب
    و أم وملاك صغير صغير لا يتعدى عمره ثلاث
    سنوات
    نظرت إلي الأب والجد ولفت نظري لحية الأب
    والجد أما الأم فكانت منقبة
    أما ملاكنا الصغير فيضع علي رأسه قبعة صغيرة
    تحميه من شمس الظهيرة التي كانت مائلة نحو نافذة المترو.
    وشد انتباهي ذلك الكتيب الصغير الذي يقرأه
    الأب لذاك الملاك الصغير ثم يشرحه له
    أما الصغير فكانت نظراته تارة نحو النافذة وتارة أخرى نحو أبيه.
    أما الأم فكانت بين برهة وأخرى ترفع يدها لملاكها
    الصغير وتضع إصبعها علي فمها من فوق النقاب
    وفهمت من تلك الإشارة أنها تعني السكوت
    ليستمع لوالده
    أما الجد فكانت الابتسامة لا تفارق شفتيه
    مما يفعله الحفيد
    فأخذني فضولي إلي معرفة ما يقص عليه هذا الملتحي
    هل هو كتيب مما يحمله هؤلاء الملتحون أم ماذا ؟!
    لم أستطع أن أحول نظري عن تلك الأسرة .
    وأشفق قلبي علي ذاك الملاك الصغير
    ماذا تزرع في تلك الرأس الخصبة البكر
    في هذه السن الجميلة ؟
    أهي أفكار جماعة من تلك الجماعات التي نسمع
    ونقرأ عنها في تلك الأيام أم ماذا ؟
    وكان في جيبي مسبحة صغيرة حمراء وبدون تفكير أو تردد
    أخرجتها وبدأت استغفر الله.
    ولكن لا أعلم لماذا أخرجتها
    إلا أن أشد انتباه هذا الملاك ويترك ما يسمعه
    أم لأقول للأسرة إنني أنا الآخر مسلم مثلكم , وأن
    أريد أن أدخل معهم في حديث عن هذا الكتيب الذي
    يسمعه الملاك الصغير .
    وبدء صراع في رأس يدور , بين ترك الملاك وأبيه لما هم فيه, والعطف , والشفقة ,
    علي الملاك الصغير .
    كنت أريد التحدث مع ذاك الأب لترك صغيره
    ينعم في هذه السن ببراءته الجميلة دون أن يثقل كاهله بأي شئ حتى الحرام , والحلال .
    من ذلك كله كنت أردت أن أقول له اتركه لطفولته التي نتمنى جميعا أن نعيشها .
    ولو ليوم واحد , ونحن في عمرنا الآن لننعم براحة
    البال دون التفكير في الغد وما يحمله لنا.
    بدأ الصراع يشتد في رأسي بين التحدث والخوف علي ذلك الملاك وبين السلبية وقول ما لله لله وما لقيصر لقيصر . وانتبهت إلي طي الأب للكتيب الصغير ونظرة من الملاك الصغير نحوه .
    لم أفهمها أول الأمر ,
    ثم تعلق الابن في عنق أبيه وكأنه يقول لي :-
    أي فضولي أنت , من أنت لتظن في من أنا قطعة منه.
    وأي قطعة أنا ؟!
    إنها أغلى وأعظم قطعة وهبها له من خلق الحب والنوى
    هل تكون أرحم منه علي ؟
    هل تكون أكثر شفقة منه ؟
    من أنت لتسئ الظن بمن كان سببا لمجيئي إلي
    هذه الحياة ؟!
    كأنه يقول لي :- إنني قد غزوت تفكيرك , وعرفت
    ما يدور برأسك .
    وها أنا أرد عليك بكلمة صغيرة مثل جسدي الصغير
    اسمع أيها الفضولي !
    أبي أكمل . ولكن الأب قال له : لما ننزل فلم يمهله الملاك
    الصغير لا , الآن يا أبي . وزاد إصرار الملاك
    الصغير علي متابعة حديث أبيه ولم يملك الأب
    أمام إصرار الملاك الصغير غير بدء الحديث مرة ثانية.
    وعند ذلك نظر لي الصغير
    وكأنه يقول أما زلت تعتقد فيه سوءا ؟
    لماذا لا تعتذر لأبي عن ظنك السوء فيه ؟
    فلم يمهلني سائق المترو ووجدت المترو قد اقترب
    من المحطة التي أريدها
    ونزلت من المترو ونظرت فوجدت الملاك
    الصغير ينظر إلي , فنظرت له , وقلت في نفسي :
    لقد وصلتني رسالتك فأيا ما يكون ما يقرأه لك
    فهو أبيك , وهو أرحم وأشفق مني عليك ,
    ولهذا أعتذر إليه .


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 1:32 pm